تتجه مصر بثبات نحو تحقيق إنجاز سياحي غير تقليدي في عامنا الحالي، ففي تصريحاتٍ مُلهِمة لأحمد يوسف، المُتحدث باسم وزارة السياحة، تمّ الكشف عن توقعات مشجعة تفيد بوصول عدد السياح إلى 15 مليون سائح في هذا العام، ويُعَدُّ هذا الرقم إنجازاً كبيراً، خاصةً عندما نُذكِّر بأن أكبر عدد حققته مصر كان في عام 2010، وقد بلغ حينها 14 مليون سائح.
ومع هذه الآفاق المشرقة، يُضيء آفاق المستقبل بأملٍ كبير، فقد أفصح المتحدث عن خُطَطٍ طموحة تهدف إلى تحقيق رقمٍ قياسيٍّ لم يسبق له مثيل في عدد السياح الوافدين إلى البلاد، فما الذي يكمن وراء هذا النجاح المتوقع؟
ترتكز الاستراتيجية السياحية لمصر على ثلاث محاور رئيسية، تمهِّد الطريق لتحقيق هذا النجاح الباهر، أولاً، تتمثل هذه المحاور في مضاعفة عدد الرحلات الجوية إلى البلاد ثلاثة أضعاف، فبالتأكيد، ستسهم زيادة الرحلات الجوية في تعزيز تواجد السائحين وجذبهم إلى أرض الفراعنة بسهولة ويُسر.
أما المحور الثاني فيتمثل في تحسين تجربة السياحة التي يخوضها الزوّار في مصر، فهو ليس مجرد وجهة سياحية، بل هو تجربة لا تنسى تتمثل في تاريخٍ عريق وثقافةٍ متنوعة ومعالم سياحية استثنائية، وتتمثل أهمية هذا المحور في ضمان تقديم تجربة مميزة ومرضية للسياح، ما يزيد من احتمالية عودتهم مرارًا وتكرارًا.
ويأتي المحور الثالث والأهم لتحقيق هذا الهدف الطموح في تحسين مناخ الاستثمار مع القطاع الخاص، فالسياحة لا تُعَدُّ مجرد قطاع اقتصادي، بل هي قيمة كبيرة تعزز الاقتصاد الوطني بشكلٍ كبير، وبالتالي، يتطلب الأمر تعزيز التعاون مع الشركات الخاصة وتوفير البيئة المُلائمة للاستثمارات السياحية، مما سيسهم في تعزيز القدرة التنافسية لمصر على المستوى الدولي.
في ختام هذا السياق الواعد، نرى أن مصر تسعى جاهدة لاستعادة مكانتها كواحدة من أبرز الوجهات السياحية في العالم، ومع تبني الاستراتيجية الثلاثية المتمثلة في مضاعفة الرحلات الجوية، وتحسين تجربة السياحة، وتعزيز التعاون مع القطاع الخاص، يبدو أن الحلم الطويل بجذب 30 مليون سائح لن يكون مستحيلاً بعد الآن، ومن المؤكد أن مصر ستظل واحدة من أكثر الوجهات إثارة وجاذبية في العالم.