مستوى بحيرة فيكتوريا يواصل تحطيم الأرقام القياسية.. وخبير يكشف علاقته بسد النجيلة

تعتبر بحيرة فيكتوريا من أكبر البحيرات للمياه العذبة في العالم، وهي تشهد ارتفاعًا غير مسبوق في منسوبها هذا العام. وقد سجلت منطقة منابع النيل الاستوائية أمطارًا غزيرة بنسبة تفوق 140%، مما أثر على مئات الآلاف من الأشخاص وأسفر عن وفاة العديد منهم. ورغم تلك الإثارة للقلق، إلا أن هذا الارتفاع في منسوب المياه يبشر بالخير لمصر التي ستستفيد من هذه الزيادة. ويأتي هذا الانتعاش في بحيرة فيكتوريا نتيجة لظاهرة “النينو” وتدفق المياه من منابع النيل بشكل كبير.

يواصل مستوى بحيرة فيكتوريا تحطيم الأرقام القياسية، حيث شهدت منطقة منابع النيل الاستوائية أمطارًا كبيرة في موسم الأمطار الحالي (مارس – مايو) بمعدل حوالي 140%، وأثرت الأمطار الغزيرة والفيضانات على أكثر من 637 ألف شخص. وفقًا لتقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) في 3 مايو الجاري، ووقعت وفيات أكثر من 210 شخص في كينيا بسبب انهيار سد كيجابي، وأكثر من 50 شخص في تنزانيا، مع نزوح أكثر من 234 ألف شخص في كينيا وبوروندي والصومال وتنزانيا ورواندا وأجزاء أخرى من شرق إفريقيا.

وسيصل منسوب بحيرة فيكتوريا، للمرة الأولى في تاريخها، إلى أعلى مستوى له في التاريخ. وهذا سيكون بمثابة خير لمصر، حيث ستصل أكبر كمية مياه من المنابع الاستوائية، ممثلة في بحيرة فيكتوريا هذا العام.

ارتفع منسوب بحيرة فيكتوريا إلى مستوى كبير فاق التوقعات

أوضح الدكتور عباس شراقي، استاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، أن منسوب بحيرة فيكتوريا ارتفع إلى مستوى كبير فاق التوقعات، حيث بلغ 1136.94 م فوق سطح البحر في 4 مايو الجاري. وقد قدم الدكتور شراقي تحليلًا لهذا الارتفاع وأشار إلى أن ارتفاع درجة حرارة المحيط الهندي نتج عنه ظاهرة “النينو – El Nino” التي أدت إلى تكوين أعاصير في بعض المناطق. ولفت إلى أن الموسم مستمر بالأمطار حتى نهاية الشهر الجاري، مع درجة أقل من الأسبوع الماضي.

وأكد الدكتور عباس شراقي أن هذه الأمطار ليس لها علاقة بحوض النيل الأزرق أو سد النهضة، وأن موسم الأمطار القادم على الهضبة الإثيوبية (يوليو – أكتوبر) قد يشهد ارتفاعًا مماثلًا لمواسم الأمطار السابقة.

وتعد بحيرة فيكتوريا ثاني أكبر بحيرة للمياه العذبة في العالم من حيث المساحة، وأكبر بحيرة في أفريقيا. تبلغ مساحتها 68870 كم مربعًا، وقد أدى تشييد سد شلالات أوين على النيل إلى ارتفاع مستوى المياه بمعدل 90 سم. وتحتوي البحيرة على حوالي 3000 جزيرة تعد وجهة سياحية مهمة.

يجب الإشارة إلى أن نهر النيل الأبيض ينبع من بحيرة فيكتوريا، وقد كان الرحالة العربي الإدريسي أول من أشار إلى هذه الحقيقة حوالي عام 1160 م.