صحف عالمية عن اكتشاف سيناء الأثري: الجيوش كانت موجودة

تعد مصر بمحطة جديدة في عالم الاثار والحضارات القديمة، حيث تم الاعلان عن اكتشاف آثار هامة في صحراء شمال سيناء تعود الى فترة تحتمس الثالث، وهو الاكتشاف الذي أشار الى الاهتمام العالمي به. يتمثل الاكتشاف في بقايا مبنى يُعتقد أنه كان يستخدم كاستراحة ملكية أو للقوات المصرية القديمة خلال حملاتهم العسكرية. تعتبر هذه الأدلة الأثرية من بين أهم الدلائل التي تسلط الضوء على تاريخ مصر القديم وتاريخها العسكري.

تثير الاكتشافات الأثرية الجديدة في مصر دائمًا اهتمام العالم، وهذه المرة لم تكن استثناءً. أعلن علماء المصريات عن اكتشاف بقايا هامة في صحراء شمال سيناء، يُعتقد أنها تعود إلى فترة تحتمس الثالث، أو ما يقرب من 3500 عام مضت.

وتظهر الأدلة الأولية أن المبنى الذي اكتشفه العلماء كان يستخدم كاستراحة مؤقتة للقوات المصرية القديمة أو حتى للملوك أنفسهم أثناء حملاتهم العسكرية في المنطقة. وتشير النقوش الهيروغليفية الموجودة في المبنى إلى أنه يرجع إلى عهد تحتمس الثالث، الذي حكم مصر منذ حوالي عام 1479 قبل الميلاد حتى عام 1425 قبل الميلاد.

وفي بيان لوزارة السياحة والآثار المصرية، أشارت إلى أهمية الاكتشاف قائلة: “من المرجح أن هذا المبنى كان يستخدم كاستراحة ملكية بسبب التخطيط المعماري الفريد للمبنى وندرة الفخار المكسور بالداخل”. وتشير هذه العلامات إلى أن المبنى كان نظيفًا ولم يستخدم بشكل مكثف، مما يُشير إلى أنه لم يكن هيكلًا محليًا نموذجيًا.

تتكون الاستراحة من رواقين مستطيلين وعدد من الغرف المتفرعة عنهما، وتعتبر الأدلة الموجودة في المبنى من بين أهم الأدلة الأثرية التي تستكشف حضارة مصر القديمة وتاريخها العسكري في المنطقة.

وتقع الاستراحة في تل حبوة، وهو موقع أثري آخر يحتوي على مقبرة تعود للأسرة الحادية والعشرين والأسرة السادسة والعشرين. وتعد هذه المنطقة منطقة استراتيجية تستخدمها القوات المصرية القديمة للوصول إلى شرق البحر الأبيض المتوسط.

من المثير للاهتمام أنه تم العثور على خرطوشة حجرية مزخرفة في الموقع، وقد يكون لها دور هام في تفسير الأنشطة التي كانت تجري في الاستراحة.

تتابع الصحف العالمية هذا الاكتشاف الأثري بشغف، حيث يساهم في استكشاف المزيد من تاريخ مصر، وكتبت عنه مجلة “لايف ساينس” العلمية أنه تشهد صحراء شمال سيناء في مصر اكتشافًا أثريًا هامًا يستحق الاهتمام العالمي. قد اكتشف علماء المصريات بقايا “استراحة” تعود إلى العصور القديمة، ويُعتقد أنها كانت تستخدم كمكان مؤقت للقوات المصرية القديمة أو حتى للملوك.

أعرب أنتوني سبالينجر، الأستاذ الفخري للكلاسيكيات والتاريخ القديم بجامعة أوكلاند في نيوزيلندا، عن أهمية الاكتشاف وحاجة إلى المزيد من المعلومات لفهم متى كان المبنى قيد الاستخدام ومدى صحة ارتباطه بعهد تحتمس الثالث. وأشار إلى أن الطبقات حول الاستراحة تعود إلى عصور لاحقة وأن الخرطوش الذي وُجِد يعود أيضًا إلى أوقات لاحقة. ورغم ذلك، يبقى الاهتمام في معرفة تفاصيل أكثر حول هذا الاكتشاف الأثري.