نقار الخشب يمتلك قوة فائقة واصرارًا لا يصدق أثناء أداء أعماله الضرورية بشكل منتظم، حيث يقوم بضرب الأشجار بمنقاره بقوة وسرعة مذهلة تصل إلى 7 متر في الثانية الواحدة، دون أن يؤثر ذلك على دماغه الصغير، كما يستغرق الوقت بين كل نقرة وأخرى أقل من 1/1000 من الثانية، مما يشبه ضرب رأس الإنسان في الحائط بسرعة 25 كيلومتر في الساعة، والمدهش أن هذا الطائر يقوم بهذه العملية ما يقرب من 20 مرة في الثانية، أي ما يعادل 12 ألف نقرة يوميًا.
ما سر قوة التحمل عند نقار الخشب وعدم إصابته بالصداع؟
نقار الخشب لا يعاني من الصداع بفضل تكيفه البيولوجي المذهل، وقوة ضربه المدهشة تأتي من هيكله العظمي الفريد، وهناك دراسات أظهرت أنه يعتمد على مناطق إسفنجية مسامية في عظام الجمجمة، خاصة في منطقة الجبهة والقفا، وهذه الهياكل الإسفنجية تعمل كمناطق امتصاص للصدمات، مما يمنعه من تجربة آثار الصداع عندما ينقر بقوة في الأشجار، وتلك الدراسات قد نالت اهتمامًا عالميًا ونشرت في مجلة “بلوس ون” الأمريكية، مما أسهم في كشف سر قوة نقار الخشب.
الكشف عن الخوذة الذكية
كشفت دراسات الباحثين أن الجزء العلوي من منقار نقار الخشب يمتاز بأن الأنسجة الخارجية أطول قليلاً من الجزء السفلي، مما يؤدي إلى عدم اجتماع الجزأين معًا في نقرة واحدة بشكل كامل، مما يقلل من قوة الصدمة، وهذا الاختلاف في البنية يقلل من إجهاد الدماغ أثناء النقر، بالإضافة إلى ذلك تم اكتشاف أن مؤخرة اللسان الغير تقليدية لدى نقار الخشب تمتد كحزام أمان للرأس، وعظام اللسان تمتد من الفك وتتوزع بين العينين قبل أن تصل إلى الفك السفلي والمنقار.