الإفتاء تكشف حكم صيام يوم عاشوراء منفردًا

كشفت دار الإفتاء المصرية اليوم، عن حكم صيام يوم عاشوراء منفردًا، بعدما وردها الكثير من الأسئلة التي تتعلق بالأمر، ونشرت الهيئة إجابة التساؤل على موقع الإلكتروني الرسمي، وذلك مع حلول يوم عاشوراء غدًا الأربعاء الموافق 18 أغسطس 2021، حيث يحرص الكثير من المسلمين بشكل عام والمصريين بشكل خاص على معرفة فضل صيام اليوم والذي يمكن اعتباره من الأيام المباركات، كما يبحث المسلمون كذلك عن أفضل الأدعية والتوبة وشروطها الصحيحة، هذا فضلًا عن العديد من الأسئلة الأخرى، حول سبب صيام المسلمين ليوم تاسوعاء وفضل صيام يوم عاشوراء كما كشف النبي عليه الصلاة والسلام وغيرها من الأمور التي سنقوم بالكشف عنها لكم.

حكم صيام يوم عاشوراء منفردًا

إن صيام يوم عاشوراء منفردًا جائز ولا حرج فيه كما كشفت دار الإفتاء المصرية، موضحه أنه لم يرد ما ينهى عن صيام اليوم بشكل منفرد، ولكن وردت الكثير من الأحاديث التي أثبتت ثواب صيام اليوم، لجميع المسلمين ممن قاموا بصيامه ولو منفردًا، وورد في حديث النبي عليه الصلاة والسلام “عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟» قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: «فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ»، فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. أخرجه البخاري في “صحيحه”.

وعلى الجانب الآخر “ن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» أخرجه مسلم في “صحيحه”.

موعد يوم عاشوراء

كشفت دار الإفتاء المصرية على موقعها الرسمي، أن يوم عاشوراء يقصد به اليوم العاشر من شهر المحرم، وهو من الأشهر الحرم، وأكدت دار الإفتاء، أن صيام هذا اليوم من الأعمال التي ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام القيام بها، قولًا وفعلًا، ويثاب عن صيام هذا اليوم بتكفير ذنوب المسلم لعام قبله، وهو من الأحاديث التي وردت عن النبي عليه الصلاة والسلام.

صيام تاسوعاء وعاشوراء

كشفت دار الإفتاء المصرية كذلك، أنه من المستحب أن يقوم المسلمون ممن يرغبون في صيام يوم عاشوراء، أن يصوموا معه يوم تاسوعاء، موضحين في ذلك “عن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قال: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ: «فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ» قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ. أخرجه مسلم في “صحيحه”، وورد عن الإمام النووي كذلك “وَاتَّفَقَ أَصْحَابُنَا وَغَيْرُهُمْ عَلَى اسْتِحْبَابِ صَوْمِ عَاشُورَاءَ وَتَاسُوعَاءَ”، بينما قال الإمام البهوتي الحنبلي “وَلَا يُكْرَهُ إفْرَادُ الْعَاشِرِ بِالصَّوْمِ، قَالَ فِي “الْمُبْدِعِ”: وَهُوَ الْمَذْهَبُ”.

رأي الحنفية

وفقًا لما ذهب إليه الحنفية، فإن إفراد صيام يوم عاشوراء من الأعمال الجائزة ولكنها مكروهة، وكراهتها تنزيه، حيث جاء في حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح شرح نور الإيضاح” (ص: 640): [(وأما) القسم السادس وهو المكروه فهو قسمان: مكروه تنزيهًا، ومكروه تحريمًا، الأول الذي كُره تنزيهًا كصوم يوم عاشوراء منفردًا عن التاسع أو الحادي عشر] ، ومع هذا فإن صيام يوم عاشوراء بشكل منفرد من الأعمال الجائزة، ولكن صيام يوم تاسوعاء أو يومين قبل يوم عاشوراء من الأعمال التي تساعد صاحبها في الخروج عن الخلاف.